تـعـريــف الـتـصــوف - الـعـلامــة الـشـيـخ مـحـمــد أبـو الـهـدى الـيـعـقـوبــي

هذه بعض تعارف أئمة التصوف للتصوف:
التصوف :هو صـدقُ الـتـوجّـهِ إلـى اللهِ بـمـا يـرضـاهُ مـن حـيـثُ يـرضـاه
التصوف: هو الـعـمـل بـالـعـلـم
التصوف: تـدريـب الـنـفـس عـلـى الـعـبـوديـة وردهـا لأحـكـام الـربـوبـيـة ،
التصوف: أخـلاق فـمـن زاد عـلـيـك فـي الأخـلاق فـقـد زاد عـلـيـك فـي الـتـصـوف ، ومـن زاد عـلـيـك فـي الـتـصـوف فـقـد زاد عـلـيـك فـي الأخـلاق
التصوف: هو الـجِـدُّ فـي الـسـلـوك إلـى مـلـك الـمـلـوك
التصوف :عـلـمُ الإحـسـان
التصوف :عـلـم تـزكـيـة الـقـلـوب ومـعـرفـةِ عـلام الـغـيـوب
التصوف :عـلـم الـمـجـاهـدة لـلـوصـول إلـى الـمـشـاهـدة
التصوف: الانـقـطـاع عـن الـخـلـق والـوقـوف عـلـى بـاب الـحـق
ومما فتح الله عز وجل به علي من التعاريف هذه التعريفات الستة التي يشير كل واحد منها إلى جانب من جوانب أهم جوانب التصوف ومقصد من أشرف مقاصده.
التصوف: اسـتـعـمـال الأوقـات فـي أهـم الـواجـبـات
التصوف: ولادة الأرواح عـلـى يـد أهـل الـفـلاح
التصوف :هو الـنـظـر فـي الـحـكـمـة بـعـد الـتـخـلـق بـالـرحـمـة
التصوف :هو الـطـاعـة لله والـفِـرار إلـيـه مـن كـل مـا سـواه
التصوف :هو اتـبـاع الـنـبـي عـلـيـه الـصـلاة والـسـلام فـي الأقـوال والأفـعـال والأحـوال
التصوف :تـرويـض الـجـسـد وتـهـذيـب الـنـفـس وتـطـهـيـر الـقـلـب وتـصـفـيـة الـروح
وقد ذكر الإمام السهروردي في عوارف المعارف أن في ماهية التصوف نحوَ ألف قول، وذكر الإمام أحمد زروق بعده بزمان أن للتصوف نحوَ ألفي تعريف.
والتصوف مستمد من الكتاب والسنة، يقول الإمام الجنيد رحمه الله تعالى: عـلـمُـنــا هــذا مـقـيّــد بـالـكـتــاب والـسـنــة. ويقول: الـطـرق كـلـهــا مـسـدودة على الـخـلـق إلا مـن اقـتفـى أثـر الـرسـول عـلـيـه الـصـلاة والـسـلام.
وإنما اختلف تعاريف التصوف لأن بعض من عرّف التصوف من العارفين تقيّد بالمقام الذي هو فيه، أو الطريق الذي وصل به إلى الله. والقول بأن التصوف علم الإحسان كالقول بأن العقيدة هي علم التوحيد إذ رأس التصوف الإحسان كما أن التوحيد أعظم أركان الإيمان.
وجميع من عرّف التصوف اعتبر عمل العبد وما يجب عليه من التوجه والتفرغ والجد والمجاهدة، وهذا هو الأصل وهو سبب من الأسباب رتب الله تعالى عليه النتائج والمسببات وهي عطايا إلهية ومواهبُ ربانية من أنوار ومشاهدات وأسرار وتجليات . وتتلخص وظائف السالك بين يدي الله تعالى بثلاث هي الـتـخـلّــي والـتـحـلّــي والـتـجـلّــي:
فـالـتـخـلّــي: هو التخلصُ من أمراض القلوب والانعتاق من هوى النفس وحب الدنيا وهو من فعل العبد بتوفيق الله
والـتـحـلــي: هو التحقق بالمقامات العلية والأحوال السنية والأخلاق النبوية وهو من فعل العبد أيضا بتوفيق الله
أما الـتـجـلــي: فهو ما يلقيه الله تعالى في قلب العارف من العلوم والمواهب والتجليات والأنوار وهو محضُ تلقّ وعطاء لا يد للعبد فيه، كما قال الإمام الشرنوبي في تائية السلوك:
وجاهدْ تُشاهدْ كلَّ معنىً مُحَجَّبٍ * عن العقلِ والأَبصارِ من غير ريبةِ
وأصل ذلك قول الله تعالى: {وَالَّـذِيـنَ جَـاهَـدُوا فِـيـنَـا لَـنَـهْـديَـنَّـهُـمْ سُـبُـلَـنَـا}.